ولا يختلطن بالرِّجال؛ والحائض تخرج لحضور دعوةِ
المسلمين وتعتزل المصلى، قالت أُمَّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها: «كُنَّا نُؤْمَرُ
أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ، حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا،
وحَتَّى تَخْرُجَ الْحُيَّضُ «فَيَكُنَّ خَلْفَ النساء»؛ فَيُكَبِّرْنَ
بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَطُهْرَتَهُ» ([1]).
والخروج لصلاة العيد
إِظهارٌ لشعائر الإِسلام، وعَلَمٌ مِن أَعلامه الظَّاهرة، فاحرصوا على حضورها -
رحمكم الله - ؛ فإِنها مِن مُكمِّلات أَحكام هذا الشهر المبارك، واحرصوا على
الخشوع وغضِّ البصر وعدم إِسبال الثياب، وعلى حِفظِ اللسان مِن اللغوِ والرَّفثِ
وقول الزُّور، وحِفظِ السّمع من استماع القيل والقال والأَغاني والمعازفِ
والمزاميرِ، وحضور حفلاتِ السَّمرِ واللَّهو واللَّعب التي يقيمها بعض الجُهَّال،
فإِن الطَّاعةَ تُتبع بالطاعة لا بضدَّها، ولهذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم
لأُمَّته إِتبَاع صومِ شهر رمضانَ بصوم ستةِ أَيام مِن شوال، فقد رَوى الإِمام
مُسلِمٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ
وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ». يعنى في
الأَجر والثواب والمضاعفة، لأَن الحسنةَ بعَشْر أَمثالها، فرمضان عن عشرةِ أَشهرٍ،
والسِّتةُ أَيامٍ مِن شوالَ عن شهرين؛ وهذه أَشهر السَّنة كأَنما صامها المسلم
كلها إِذا صام رمضانَ وأَتبعه ستًّا مِن شوالَ؛ فاحرصوا - رحمكم الله - على صيام
هذه الأَيام السَّتةِ لتحظَوا بهذا الثواب العظيم.
وصلِّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه أَجمعين.
****
([1])أخرجه : البخاري رقم (971)، ومسلم رقم (890).
الصفحة 2 / 112