×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

23- في أحكام الزكاة أيضًا

الحمد لله ربِّ العالمين، له الحكم في الآخرة والأُولى، أَغنى وأَقنى، ووعد من أَعطى واتَّقى وصدَّق بالحسنى أَن يُيسِّرَه لليسرى، وتوعَّد من بخلَ واستغنى وكذَّب بالحسنى أَن يُيَسِّيرَه للعسرى؛ وصلَّى الله على محمدٍ، وعلى آله وأَصحابه الذين بذلوا أَنفسَهم وأَموالهم في سبيل الله، واستمسكوا من الإِسلام بالعُروة الوثقَى، وسلَّم تسليمًا كثيرا؛ وبعد:

اتقوا الله تعالى واعلموا أَن ما تُخرجونَه مِن الزَّكاة وغيرِها من الصدقات بنِيةٍ خالصةٍ ومِن كسبٍ حلالٍ، أَنه يكون قرضًا حسنًا تُقرضُونه ربكم، وتجدونه مُدَّخرًا لكم ومضاعفًا أَضعافًا كثيرةً، فهو الرَّصيد الباقي والتَّوفير النَّافع والاستثمار المفيد، ومع ما يُخلِف الله لكم في الدنيا مِن نموِّ أَموالكم وحلول البَركة فيها؛ فلا تستكثروا مبالغ الزكاة التي تدفعونها، فإِن بعض الناس الذين يملكون الملايين الكثيرةَ قد يستكثرون زكاتها، ولا ينظرون إِلى فضل الله عليهم حيث ملَّكهم هذه الملايين، وأَنه قادرٌ على أَن يسلُبَها منهم ويحولَهم إِلى فقراء مَعُوزين في أَسرع لحظةٍ، أَو يأْخذَهم على غِرَّةٍ فيتركونها لغيرِهم، فيكون عليهم مسئوليتُها ولغيرهم منفعتها.

ثم اعلموا أَن الله سبحانه عيَّن مصارفَ للزكاة لا يجوز ولا يُجزِئ دفعها في غيرِها، قال تعالى: ﴿۞إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ [التوبة: 60].


الشرح