×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

24- الحثُّ على زيادةِ الاجتهادِ في الأَعمال

الصَّالحةِ في العَشرِ الأَخيرِ من رمضانَ

الحمد لله ربَّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمدٍ، وآله وصحبِه وكلِّ من تبعه بإِحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:

أَيها المسلمون، إِنكم في عَشْرٍ مباركة، هي العشر الأَواخر من شهر رمضانَ، جعلها مَوسمًا للإِعتاق مِن النار، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصُّ هذه العشر بالاجتهاد في العمل أَكثر مِن غيرها، كما في «صَحِيحِ مُسْلِم»، عن عَائشَةَ رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرَ مَا لَم يَجْتَهِدْ فَي غَيْرِهَا» ([1]).

وفي «الصِّحيحَين» عنها قالت: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» ([2]). وهذا شاملٌ للاجتهاد في القراءةِ والصلاة والذِّكر والصَّدقة وغيرِ ذلك، وكان يتفرَّغ في هذه العَشْر لتلك الأَعمال، فينبغي لك أَيها المسلم الاقتداء بنبيِّك؛ فتَفْرَغ من أَعمال الدنيا، أَو تخفِّف منها لتوفر وقتًا للاشتغال بالطاعة في هذه العشر المباركة.

ومن خصائص هذه العشر: الاجتهاد في قيام الليل، وتطويل الصَّلاة بتمديدِ القيام والرُّكوع والسُّجود، وتطويل القراءة، وإِيقاظ الأَهل والأَولاد ليشاركوا المسلمين في إِظهار هذه الشعيرة، ويشتركوا في الأَجر ويتربوا على العبادة؛ وقد غفل كثيرٌ من الناس عن أَولادهم


الشرح

([1])أخرجه : مسلم رقم (1175).

([2])أخرجه : البخاري رقم (2024)، ومسلم رقم (1174).