×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

 3- فضائل شهر رمضان، وما ينبغي أن يستقبل به

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان من بين الشهور بفضائل عظيمة، وميزه بميزات كثيرة، قال تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البقرة: 185]، ففي هذه الآية الكريمة ذكر الله لشهر رمضان مزيتين عظيمتين:

المزيـة الأولى: إنزال القرآن فيه لأجل هداية الناس من الظلمات إلى النور، وتبصيرهم بالحق من الباطل بهذا الكتاب العظيم، المتضمن لما فيه صلاح البشرية وفلاحها، وسعادتها في الدنيا والآخرة.

المزيـة الثانية: إيجاب صيامه على الأمة المحمدية، حيث أمر الله بذلك في قوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ [البقرة: 185].

وصيام رمضانَ هو أَحد أَركان الإِسلام، وفرضٌ مِن فروض الله، معلوم من الدين بالضَّرورة وإِجماع المسلمين، من أَنكره فقد كفر، فمن كان حاضرًا صحيحًا وجب عليه صوم الشهر أَداءً، كما قال الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ، ومن كان مسافرًا أَو مريضًا وجب عليه الصوم قضاءً مِن شهر آخر، كما قال تعالى: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ [البقرة: 185]، فتبين أَنه لا مناص من صيامِ الشهر، إِمَّا أَداءً وإِمَّا قضاءً، إِلاَّ في حق الكبيرِ الهَرِمِ والمريض المزمِنِ - اللذين لا يستطيعانِ الصيام قضاءً ولا أَداءً؛ فلهما حكمٌ آخر سيأْتي بيانُه - إِن شاء الله -.


الشرح