2-
بيان ما يثبت به دخول شهر رمضان المبارك
الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه؛ وبعد:
قال الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ
فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾ [البقرة: 185]، فقد أوجب الله سبحانه في هذه الآية على عباده صوم شهر
رمضان كله، من أوله إلى آخره، وأوله يعرف بأحد أمرين:
الأمر الأول: رؤية هلاله، لما
رواه الشيخان وغيرهما، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ، فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ
فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَاقْدُرُوا لَهُ» ([1]).
وروى الإمام أحمد
والنسائي، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ
تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ» ([2]). وروى الطبراني، عن
طلق بن عليِّ رضي الله عنه: «إنّ اللَّهَ جَعَلَ هذِهِ الأَهِلّةَ مَوَاقِيتَ
فإذا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا وإذا رَأيْتُمُوهُ فأفْطِرُوا» ([3]). وروى الحاكم، عن
ابن عمر رضي الله عنهما: «جَعَلَ الله الأَْهِلَّةَ مَوَاقِيتَ لِلنَّاسِ،
فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ» ([4]) .
ففي هذه الأحاديث الشريفة تعليق وجوب صوم رمضان برؤية هلاله، والنهي عن الصوم بدون رؤية الهلال، وأن الله جل وعلا جعل الأهلة مواقيت
([1])أخرجه: البخاري رقم (1900)، ومسلم رقم (1080).
الصفحة 1 / 112