×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

للناس، بها يعرفون أوقات عباداتهم ومعاملاتهم، كما قال تعالى: ﴿۞يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 189]، وهذا من رحمة الله بعباده وتيسيره لهم، حيث علق وجوب الصيام بأمر واضح وعلامة بارزة يرونها بأعينهم، وليس من شرط ذلك أن يرى الهلال كل الناس، بل إذا رآه بعضهم -ولو كان شخصًا واحدًا- لزم الناس كلهم الصيام.

قال جابر: «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلاَلَ - يَعْنِي هِلاَلَ رَمَضَانَ -، فَقَالَ النبي: «أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «يَا بِلاَلُ، أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا» ([1]).

وروي أيضًا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلاَلَ، فَأَخْبَرْتُ النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته؛ فَصَامَ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ» ([2]).

الأمر الثاني: مما يثبت به دخول شهر رمضان إذا لم ير الهلال، إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا، قال: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» ([3]).، ومعنى «غُمَّ عَلَيْكُمْ» أي: إذا غطى الهلال شيء حال دون رؤيته ليلة الثلاثين من شعبان، من غيم أو قتر؛ فقدروا عدد شهر شعبان تامًا، بأن تكملوه ثلاثين يومًا، كما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ» ([4]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2340)، والترمذي رقم (691)، والنسائي رقم (2112).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2342)، والبغوي في شرح السنة رقم (1724).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1900)، ومسلم رقم (1080).

([4])أخرجه: البخاري رقم (1907)، ومسلم رقم (1080).