ومعنى هذا تحريم صوم
يوم الشك، وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: «مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي
يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم » ([1]).
فالواجب على المسلم
اتباع ما جاء عن الله ورسوله في صيامه وفي عباداته كلها، وقد حدد الله ورسوله
معرفة دخول شهر رمضان بإحدى علامتين ظاهرتين، يعرفهما العامي والمتعلم: رؤية
الهلال، أو إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا؛ فمن جاء بشيء يزعم أنه يعلم به دخول
الشهر غير ما بينه الشارع؛ فقد عصى الله ورسوله، كالذي يقول: إنه يجب العمل
بالحساب في دخول شهر رمضان. هذا مع أن الحساب عرضة للخطإ، وهو أمر خفي لا يعرفه كل
أحد، وفي هذا مشقة على الأمة وحرج، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78].
فالواجب على
المسلمين الاقتصار على ما شرعه الله ورسوله، كما يجب على المسلمين الاقتصار على ما
شرعه الله في غير شأن الهلال، والتعاون على البر والتقوى، والله ولي التوفيق.
****
([1])أخرجه النسائي رقم (2188)، والدارمي رقم (2188)، وابن حبان رقم (3585)، وابن خزيمة رقم (1914).
الصفحة 3 / 112