×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

4- ما ينبغي أَن تَشغَلَ به أَوقاتَ رمضانَ المبارك

الحمد لله على فضله وإِحسانه، تفضل علينا ببلوغ شهر رمضانَ، ومكننا فيه من الأَعمال الصَّالحة التي تقربنا إِليه، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمدٍ، كان أَولَ سابقٍ إِلى الخيرات، وعلى آله وأَصحابه الذين آمنوا به وعزَّرُوه ونصروه واتبعوا النُّور الذي أُنْزل معه، أُولئك هم المفلحون؛ أَما بعد:

فأُوصيكم ونفسي في هذا الشهر المبارك بتقوى اللهِ - وفي غيره من الشهور، ولكنَّ هذا الشهرَ له مزيَّةٌ خصَّه الله بها، فهو موسم الخيرات، وقد كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله ببلوغ رمضان، فكان يقول إذا دخل شهر رجب: «اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ» ([1]). وكان صلى الله عليه وسلم يبشِّر أَصحابه بقدومه ويبين لهم مزاياه، فيقول: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ» ([2]). ويحثُّ أَصحابَه على الاجتهاد فيه بالأَعمال الصَّالحة من فرائضَ ونوافل، من صلواتٍ وصدقاتٍ وبذْلِ معروفٍ وإِحسانٍ، وصبرٍ على طاعة الله، وعمارةِ نهارِه بالصيام وليلِه بالقيام، وساعاتِه بتلاوة القرآنِ وذكر الله عز وجل، فلا تضيِّعُوه بالغفلة والإِعراض، كحال الأَشقياء الذين نسوا الله فأَنساهم أَنفسهَم، فلا يستفيدون من مرور مواسم الخير ولا يعرفون لها حُرمة، ولا يقدَّرون لها قيمة.


الشرح

([1])أخرجه : أحمد رقم (2346)، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (3534)، والطبراني في الدعاء رقم (911).

([2])أخرجه : البخاري رقم (1899)، ومسلم رقم (1079).