الرَّدُّ على الذين لا يُسلِّمون
مِن كل ركعتين في التراويحِ والقيامِ
صلاةِ الليل مثْنى
مثْنى.
بعض الأَئمة في صلاة
التراويح يجمعون أَربع ركعاتٍ أَو أَكثر في تسليمةٍ واحدةٍ دون جلوسٍ بين
الركعتين، ويدَّعون بأَن ذلك من السُّنة، فهل لهذا العمل أَصلٌ في شرعنا المطهَّر؟
أَحمد بن عبد الله / الرياض
الجواب: هذا العمل غيرُ
مشروعٍ، بل مكروهٌ أَو محرَّمٌ عند أَكثر أَهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه
وسلم: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى» ([1]). متفقٌ على صحتِه
مِن حديث ابنِ عُمرَ رضي الله عنهما، ولما ثبت عن عَائشةَ رضي الله عنها - قالت: «كَانَ
النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِن الليْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً
يُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ» ([2]). متفقٌ على صحتِه.
والأَحاديث في هذا المعنى كثيرةٌ.
وأَما حديث عَائشةَ المشهورُ: «أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي مِنَ الليْلِ أَرْبَعًا، فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ» ([3]). الحديث متفقٌ عليه. فمرادُها أَنه يسلِّم مِن كل اثنتين، وليس مرادها أَنه يسردُ الأَربع بسلامٍ واحدٍ لحديثها السابق،
([1])أخرجه : البخاري رقم (990)، ومسلم رقم (749).
الصفحة 1 / 112