×
إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان

28- في بيانِ ما يُشْرَع في خِتامِ الشَّهر

الحمد لله الذي مَنَّ علينا بإِكمال شهر الصيام، ووفَّق مَن شاء فيه لاغتنامِ ما فيه من الخيراتِ العظام، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وأَصحابه البررةِ الكرام، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

عباد الله، اتقوا الله تعالى في سائر الليالي والأَيام، فإِنه رقيبٌ «لا يغضب»، قيومٌ لا ينام.

عباد الله، وما شرعه الله لكم في ختام هذا الشهر المبارك أَداء صلاةِ العيدِ شُكرًا لله تعالى على أَداء فريضةِ الصِّيام، كما شرع الله صلاةَ عيدِ الأَضحى شكرًا له على أَداء فريضة الحج، فهما عيدُ أَهل الإِسلام، فقد صح عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أَنه لما قَدِم المدينةَ وكان لأَهلها يومان يلعبون فيهما، قال صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ الْفِطْرِ» ([1]). فلا يجوز الزيادة على هذين العيدين بإِحداث أَعيادٍ أُخرى: كأَعياد الموالِد، والأَعياد الوطنيَّةِ والقومية؛ لأَنها أَعيادٌ جاهليةٌ، سواءٌ سُمِّيت أَعيادًا أَو ذكرياتٍ أَو أَيامًا أَو أَسابيعَ أَو أَعوامًا.

وسُمِّي العيد في الإِسلام عيدًا لأَنه يعود ويتكرَّر كلَّ عامٍ بالفرح والسرورِ بما يسَّر الله من عبادة الصِّيام والحجِّ اللذين هما ركنان من أَركان الإِسلام، ولأَن الله سبحانه يَعُود فيهما على عباده بالإِحسان والعِتقِ من النيران.

وقد أَمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج العامَّ لصلاة العيدِ - حتَّى النساء -، فبيَّن للنساءِ حضورها غير متطيِّباتٍ ولا لابساتٍ لثيابِ زينةٍ وشُهرة،


الشرح

([1])أخرجه : أبو داود رقم (1134)، والنسائي رقم (1556)، واحمد رقم (12006).