15- بيَانُ مُفسدَاتِ الصَّومِ
الحمد لله ربِّ
العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمدٍ خاتمِ النَّبيين، وعلى آله
وأَصحابِه والتابعين لهم بإِحسان إِلى يوم الدِّين؛ وبعد:
اعلموا أَنَّ الله
قد أَباح للصائم الاستمتاعَ بأَهلِه في ليل الصيام، فقال سبحانه: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ
ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ﴾ [البقرة: 187]،
والرَّفَثُ كِنايةٌ عن الجماع، وقيل: الرَّفثُ كلمةٌ جامعةٌ لكلِّ ما يريد الرجل
من امرأَتِه.
وعلى كلٍّ، فتخصيص ذلك
بالليل دليلٌ على تحريمِه على الصائم في نهار الصِّيام، وقد تقدم ما يترتب على مَن
جامعَ في نهار الصيام مِن رمضان مِن الكفَّارةِ المغلَّظةِ، وهذا مما يؤكد على
المسلم الابتعَاد عما يُوقِع في المحذورِ ويخلُّ بصيامِه.
النَّوع الثاني «مِن المفطِّراتِ
المفسِدَاتِ للصومِ»: إِنزال المنيِّ بسبب تقبيلٍ أَو مباشرةٍ أَو استمناءٍ «وهو
ما يسمَّى بالعادةِ السِّريَّةِ»، أَو تَكرارِ نظرٍ؛ فإِذا أَنزل الصائم بسببٍ من
هذه الأَسباب؛ فسد صومُه وعليه الإِمساك بقيَّة يومِه، ويقضي هذا اليوم الذي حصل
فيه ذلك، ولا كفَّارة عليه، لكن عليه التوبةَ والنَّدمَ والاستغفارَ والابتعادَ عن
هذه الأَشياءِ المثيرةِ للشهوة؛ لأَنه في عبادةٍ عظيمةٍ، مطلوب مِنه أَن يدع
شهوتَه وطعامَه وشرابَه من أَجل ربِّه عز وجل، والنَّائم إِذا احتلم فأَنزل لم
يؤثِّرْ ذلك على صيامِه، وليس عليه شيءٌ؛ لأَنَّ ذلك بغير اختيارِه، لكن عليه
الاغتسال كما هو معلوم.
الصفحة 1 / 112