ومن فضائل هذا الشهر
ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الأَحاديث الصحيحةِ كما جاء في «الصَّحيحين»،
عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا
جَاءَ رَمَضَانُ؛ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ
النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» ([1]). فدلَّ هذا الحديث
على مزايا عظيمة لهذا الشهر المبارك:
الأُولى: أَنه تُفتَّحُ فيه
أَبواب الجنة، وذلك لكثرةِ الأَعمال الصالحةِ التي تُشرعُ فيه، والتي تُسبَّب دخول
الجنة، كما قال تعالى: ﴿ٱدۡخُلُواْ
ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 32].
الثَّانية: إِغلاق
أَبواب النار في هذا الشهر، وذلك لقلَّة المعاصي التي تُسبَّب - دخولها، كما قال
تعالى: ﴿فَأَمَّا
مَن طَغَىٰ ٣٧ وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ٣٨ فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ﴾ [النازعات: 37- 39]،
وقال تعالى: ﴿وَمَن
يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ
أَبَدًا﴾ [الجن: 23].
الثَّالثة لهذا
الشهر المبارك: أَنه تصفَّد فيه الشياطين: أي تُغَلَّ وتُوثَّق، فلا تستطيع إِغواءَ
المسلمين وإغراءهم بالمعاصي، وصرفَهم عن العمل الصالح، كما كانت تفعل في غير هذا
الشهر، ومنْعُها في هذا الشهر المبارك من مزاولةِ هذا العمل الخبيث، إِنَّما هو
رحمةٌ بالمسلمين، لتُتاحَ لهم الفرصةُ لفِعْلِ الخيراتِ وتكفير السيئات.
ومِن فضائل هذا الشهر المبارك أَنه تُضاعف فيه الحسنات، فالنَّافلة تعدِل فيه أَجرَ الفريضة، والفريضة تعدل فيه أَجر سبعين فريضة، ومن فَطَّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعِتقَ رقبتِه من النار، وكان له
([1])أخرجه : البخاري رقم (1899)، ومسلم رقم (1079).