القسم
الثالث: وهو أخبث من الكفار، وهم المنافقون - والعياذ بالله -
الذين آمنوا بالقرآن ظاهرًا، وكفروا به باطنًا.
إذن
منهم من آمن به ظاهرًا وباطنًا، وهؤلاء هم المتقون. ومنهم من كفر بالقرآن ظاهرًا
وباطنًا، وهم الذين كفروا. وقسم آمنوا بالقرآن ظاهرًا، وكفروا به باطنًا، وهم
المنافقون.
وأنزل
في الصنف الأول أربع آيات.
وأنزل
في الصنف الثاني - وهم الكفار - آيتين.
وأنزل
في الصنف الثالث - وهم المنافقون - بضع عَشْرة آية.
ذَكَر
للصنف الأول خمس صفات:
الصفة
الأولى: أنهم يؤمنون بالغيب، وهو ما غاب عن الناس ولم يروه،
وإنما يؤمنون به اعتمادًا على الخبر الصادق. والشهادة: ما يشاهده الناس.
والله
جل وعلا وَصَف نفسه بأنه عالم الغيب والشهادة، يعلم الغائب، ويعلم الشاهد والحاضر،
لا يَخفى عليه شيء.
أما
نحن فلا نعلم الغيب، ولكن نُثبت الغيب بِناء على إخبار الرسل عليهم الصلاة
والسلام، فما أخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام - ولا سيما نبينا محمد صلى الله
عليه وسلم - آمنَّا به وإن لم نره.
وذلك
مثل الإيمان بالله عز وجل؛ لأننا لم نَرَ الله سبحانه وتعالى، وإنما نؤمن به بِناء
على خبره سبحانه وتعالى، وخبر رسله عليهم الصلاة والسلام، وبِناء على آياته
القرآنية وآياته الكونية.
وهذا في الدنيا، أما في الآخرة فإن الله يعطي المؤمنين قوة يستطيعون بها رؤيته عز وجل؛ ليتنعموا بذلك وجزاء لهم على أنهم آمنوا به