في
الدنيا ولم يروه، يتجلى الله عز وجل لهم في الآخرة، فيرونه عِيانًا كما يرون القمر
ليلة البدر، وكما يرون الشمس صحوًا ليس دونها سحاب، لا يتضامون أو لا يُضامُون في
رؤيته، كما صحت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالإيمان
بالله عز وجل هو أعظم أنواع الإيمان بالغيب، والإيمان بالملائكة، والإيمان
بالعوالم التي لا نراها: عالم الجن، عالم الملائكة، نؤمن بذلك؛ لأن الله عز وجل
أخبرنا، وإن كنا لا نرى هذه الأشياء؛ لأننا لا نستطيع رؤيتها، فالله عز وجل برحمته
وعلمه بضعفنا حَجَبها عنا في هذه الدنيا، وأخبرنا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم،
فنؤمن بذلك.
والإيمان
بالرسل عليهم الصلاة والسلام، والكتب.
كذلك
الإيمان بالغيوب الماضية مما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأمم، عن آدم
عليه السلام وإبليس، وعن الأمم السابقة: قوم نوح عليه السلام، وعاد وثمود، وقوم
إبراهيم عليه السلام، وأصحاب الأيكة، وقوم لوط، ما رأيناهم، ولكن نؤمن بهم كما
أخبر الله عز وجل، ونؤمن بما ذَكَر الله عز وجل عنهم وبما حل بهم، نؤمن بهذا؛ لأن
الله أخبرنا بذلك، وبعض الأمم التي هلكت لها آثار موجودة؛ كثمود في بلاد الحِجْر،
آثارهم موجودة، مساكنهم وديارهم موجودة تشهد بصدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه
وسلم من أخبارهم.
ومن
أخبار المستقبل في آخر الزمان، وعند قيام الساعة، نؤمن به وإن لم نره بعد، أو نموت
قبل أن نراه، نؤمن به ونعتقده، بِناء على الخبر الصادق منه صلى الله عليه وسلم.
نؤمن بالبعث والنشور، واليوم الآخر، والجنة والنار ولو ما رأينا هذه الأشياء، لكن هي من الغيب الذي أَخْبَرَنا عنه ربنا عز وجل، وأَخْبَرَنا عنه