×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فهذه هداية توفيق وتثبيت على الحق، فهو هدى للمتقين؛ لأنهم هم الذين قَبِلوه وآمنوا به، فصار هدى لهم.

فالمؤمن تجتمع فيه الهدايتان: هداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق والتثبيت.

وأما الكافر فله هداية البيان فقط، وهداية الدلالة فقط، وأما هداية التوفيق فلم يُوفَّق لقَبول الحق.

وقوله: ﴿لِّلۡمُتَّقِينَجمع مُتَّقٍ، والتقوى كلمة جامعة لكل خصال الخير وأعمال البر.

سُميت تقوى لأنها تقي من عذاب الله سبحانه وتعالى، وتقي من النار. فهي وقاية بين العبد وبين النار والعذاب، وذلك بفعل أوامر الله عز وجل، وتَرْك ما نهى الله عنه خوفًا ورجاءً وطمعًا في ثواب الله سبحانه وتعالى.

هذه هي التقوى، وهي أشرف مقامات الدين وأعلى مقامات الدين، وقد وعد الله المتقين بأنواع من الوعد الكريم في مواضع كثيرة من القرآن.

ثم ذَكَر صفات المتقين فقال: ﴿ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ [الأنفال: 3].

·        وقَسَّم الله الناس مع هذا القرآن الذي لا ريب فيه - إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: المتقون، الذين قَبِلوه وصَدَّقوه، وعملوا به ظاهرًا وباطنًا.

القسم الثاني: الذين كفروا بالقرآن ظاهرًا وباطنًا، وهم الكفار، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ [البقرة: 6].


الشرح