والمراد
بالصلاة: الصلوات الخمس التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام.
وما
معنى يقيمون الصلاة؟ لماذا لم يقل: «يُصَلُّون»؟
لأن
العبرة ليست بصورة الصلاة، وإنما العبرة بإقامة الصلاة، إقامتها في الظاهر،
وإقامتها في الباطن.
إقامتها
في الظاهر: أن تأتي بها على وَفْق سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([1])،
ليس فيها ابتداع، وليس فيها إحداث، وإنما تصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وإقامتها
في الباطن: بالخشوع، وحضور القلب، والإقبال على الله سبحانه
وتعالى، فليس المقصود من الصلاة إيجاد صورتها فقط، وإنما المقصود إقامتها ظاهرًا
وباطنًا.
وهذا
يدل على أهمية الصلاة؛ لأنه جاء ذكرها بعد الإيمان بالغيب مباشرة.
هذه
الصلاة التي تهاون بها كثير من الناس اليوم - والعياذ بالله - كما قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ
خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ﴾
[مريم: 59]. وقال تعالى ﴿فَوَيۡلٞ
لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن
صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4-5].
فالصلاة هي عمود الإسلام، ولا يقوم الإسلام إلا بها، كما لا يقوم البيت أو الخيمة إلا على عمود، فالذي لا يصلي ليس عنده إسلام، وليس عنده دين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6008).