الصفة
الثالثة: ﴿وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾
[البقرة: 3]: بإيتاء الزكاة وغيرها من النفقات الواجبة والمستحبة؛ لأن الزكاة
الركن الثالث من أركان الإسلام.
ومعنى
ﭽ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ﴾:
يعني أعطيناهم من المال.
﴿يُنفِقُونَ﴾: والنفقة: هي الإخراج من
النافقة، وهي المخرج. ونَفَقت الدابة: يعني ماتت وخرجت رُوحها. ونافق فلان: أي خرج
من الإيمان.
فالنفقة
مأخوذة من النُّفُوق، وهو الخروج، والنَّفَق في الأرض وهو المَخْرَج. فالإنسان
عندما يتصدق بالمال أو عندما يُخرج المال من مِلكيته - يكون قد أنفقه: فإن كان
أنفقه في طاعة الله فهو عبادة يؤجر عليها. وإن كان أنفقه في معصية الله؛ فإنه يأثم
ويحاسب على ذلك يوم القيامة، «يُسْأَل عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ
وَفِيمَ أَنْفَقَهُ»([1]).
وقوله:
﴿وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ
يُنفِقُونَ﴾ [البقرة: 3]: لم يبين نوع النفقة؛ لأجل أن تعم جميع
النفقات الواجبة من إنفاق الإنسان على نفسه وكفافه عن الناس، وإنفاقه على زوجته،
وعلى أولاده، وعلى والديه، وعلى أقاربه، هذا يدخل في: ﴿وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ﴾.
والنفقة
المستحبة في: الصدقات، والتبرعات، ووجوه الإحسان إلى
المحتاجين، كله يدخل في قوله: ﴿يُنفِقُونَ﴾.
فإنفاق المال - مع أن المال محبوب إلى النفوس - طاعةً لله دليل على الإيمان.
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (556).