فإذا
أخرجتَ الشيء الغالي على نفسك طاعةً لله عز وجل، فهذا دليل على صدق الإيمان؛ ولهذا
وَصَف الله عز وجل المؤمنين بأنهم: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا
وَأَسِيرًا﴾ [الإنسان: 8]. وقال سبحانه وتعالى: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ
حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ﴾ [آل
عمران: 92].
أما
الشيء الذي أنت زاهد فيه ولا تريده فلا أجر لك في إخراجه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ
مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بَِٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ﴾
[البقرة: 267]، والخبيث هنا هو الرديء.
إنَّما
الشيء الثمين، والشيء الذي له قيمة، والشيء أيضًا الذي أنت محتاج إليه وتؤثر على
نفسك به، كما وصف الله الأنصار، قال تعالى: ﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ﴾
[الحشر: 9]. فإنفاقه دليل الإيمان.
وقوله:
﴿وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ﴾
[البقرة: 3]: هذا من كمال فضله سبحانه وتعالى، المال له، وهو الذي رزقنا هذا
الشيء، وإذا أنفقناه أخلفه لنا، وآجرنا عليه، مع أنه منه سبحانه وتعالى، فهذا من
فضل الله سبحانه وتعالى.
الصفة
الرابعة: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن
قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ﴾
[البقرة: 4].
﴿يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ﴾:
من القرآن والسُّنة؛ لأن السُّنة مما أُنْزِل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالذي يؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالسنة لم يؤمن بما أنزل على الرسول صلى الله عليه
وسلم، قال تعالى: ﴿وَمَا
يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ
إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3- 4].
فما
أُنْزِل إليه يشمل القرآن، ويشمل السُّنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه
وسلم. ويشمل ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن
قَبۡلِكَ﴾