على الأنبياء - عليهم
الصلاة والسلام - من الكتب السابقة؛ لأنها كلها من عند الله عز وجل، فيجب الإيمان
بها جميعًا.
فمَن
آمن ببعضها وكَفَر ببعضها؛ كان كافرًا بالجميع، ولا يكون مؤمنًا إلا إذا آمن
بالجميع، ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ
بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ
مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾
[البقرة: 85]، ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ
عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا
مَعَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 91].
وهذه
صفة اليهود، فاليهود لا يؤمنون إلا بما أُنْزِل عليهم، ويقولون: ﴿نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ
عَلَيۡنَا﴾.
وكذلك
النصارى لا يؤمنون إلا بما أُنْزِل عليهم، ولا يؤمنون بالقرآن.
فدلَّ
على أن إيمانهم تبع لهواهم فقط، ليس الإيمان الرباني المطلوب، الذي هو الانقياد
والاستسلام لله عز وجل، فهم لا يؤمنون بكل الكتب، فهم كافرون بالجميع، كافرون
بالتوراة التي يزعمون أنهم آمنوا بها؛ لأن مَن كفر بالقرآن كفر بالتوراة، وكفر
بالإنجيل، وكفر بالزبور، وكفر بجميع الكتب؛ لأن من آمن ببعض وكفر بالبعض فهو كفر
بالجميع.
والقرآن
مُصدِّق لما في كتبهم وشاهد لها، فدلَّ على أن إيمانهم يتبع هواهم فقط، والمؤمن
الصحيح يؤمن بجميع الكتب، وبجميع الرسل.
وقيل: إن الآية نزلت فيمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من اليهود؛ كعبد الله بن سَلاَم رضي الله عنه من اليهود، والنجاشي من النصارى؛ فإن لهم ميزة؛ لأنهم آمنوا بالكتابين، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ﴾ [الحديد: 28].