فلا
نقبل ما جاء به» هذا من تعسفاتهم، قال تعالى: ﴿قُلۡ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ
قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ
لِلۡمُؤۡمِنِينَ ٩٧مَن كَانَ عَدُوّٗا
لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ
عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ ٩٨﴾ [البقرة: 97-
98].
الحاصل:
أن عطف الخاص على العام يدل على أهمية ذلك الخاص؛ لأنه يكون ذكره مرتين: مرة مع
العام، ومرة منفردًا.
والآخرة:
ما بعد الدنيا، سُميت بالآخرة لأنها بعد الدنيا واليوم الآخر.
اليوم
الأول: الدنيا. واليوم الآخر: يوم القيامة. وهو ما بعد
الموت.
فيؤمنون
بالبعث، والنشور، والحشر، والميزان، وصحائف الأعمال، والمرور على الصراط، والجنة
والنار... وكل ما يكون في الآخرة.
وذلك
من أجل الاستعداد له؛ لأن مَن آمن باليوم الآخر وصَدَّق به؛ فإنه يستعد له. أما
مَن نَسِي اليوم الآخر وغفل عنه، وهو يؤمن به؛ فهذا لا ينتبه له، ويأتيه الموت على
غرَّة، وهو على هذه الحالة - والعياذ بالله - غير مستعد وغير متهيئ لهذا اليوم.
فالله
من رحمته بنا نبهنا لهذا اليوم العظيم لنستعد له.
فالإنسان العاقل المؤمن الذي يعلم أن هناك بعثًا وحسابًا وعرضًا على الله سبحانه وتعالى، وجنة ونارًا، وميزان أعمال، وصحائف تطير وتؤخذ بالأيدي الذي يؤمن بهذا يستعد ويكون دائمًا على باله، لا يغفل عنه أبدًا، دائمًا الآخرة بين عينيه، يفكِّر فيها ويستعد لها، ويخاف من عذاب الله ويرجو رحمة الله سبحانه وتعالى.