×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

والنفاق: هو إظهار الخير كالإيمان والصلاح، وإخفاء الشر كالكفر والرياء في القلب.

والنفاق ينقسم إلى قسمين: نفاق اعتقادي، ونفاق عملي.

أ- النفاق الاعتقادي: هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر. والمتَّصف بهذا هو الذي يكون في الدرك الأسفل من النار، والعياذ بالله.

ب- أما النفاق العملي: فهو أن يتَّصف المؤمن بصفة من صفات المنافقين، فهو مؤمن باطنًا وظاهرًا، ولكن يتصف بصفة من صفات المنافقين.

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»([1])، وفي رواية: «وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»([2])، وفي رواية: «وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ»([3]).

فهذه الصفات إذا صدرت من مؤمن؛ فإنه يكون عنده نفاق عملي ينقص إيمانه، وقد يجرُّه - والعياذ بالله - إلى النفاق الاعتقادي؛ ولهذا خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وكان الصحابة يخافونه خوفًا شديدًا؛ لأن الواجب على المؤمن الصراحة في الحق.

وقد قال صلى الله عليه وسلم محذرًا من صفات النفاق: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»([4]). نسأل الله العافية.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).  

([2]) أخرجه: البخاري رقم (3178)، ومسلم رقم (58).  

([3]) أخرجه: البخاري رقم (3178)، ومسلم رقم (58).  

([4]) أخرجه: البخاري رقم (34).