أي:
عملهم هذا إنما ضرره على أنفسهم؛ لأن الواجب على الإنسان أن ينصح لنفسه، وأن
ينقذها من عذاب الله، لكن المنافقين خدعوا أنفسهم؛ لأنهم عَرَّضوها لغضب الله
سبحانه وتعالى.
قوله
تعالى: ﴿وَمَا يَشۡعُرُونَ﴾ [البقرة:
9]، أي: وما يدرون أن عملهم هذا سينتكس عليهم.
قوله
تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم﴾ [البقرة:
10] هذا بيان سبب النفاق، وهو المرض الذي في قلوبهم، والقلب يمرض، ومرضه أشد من مرض
الجسم.
وذَكَر
العلماء أن مرض القلب نوعان: مرض شهوة، ومرض شبهة.
1-
مرض الشبهة: يكون بالشكوك والكفر والنفاق وسوء الظن بالله والظن بالمسلمين.
2-
مرض الشهوة: أن يحب الشهوات المحرمة، مثل: الزنا، والسرقة، وشرب الخمر،
والغِيبة، والنميمة... ونحو ذلك. كما قال تعالى: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ﴾
[الأحزاب: 32] أي: مرض الشهوة - والعياذ بالله -.
ومرض
الشبهة أشد من مرض الشهوة؛ لأن مرض الشبهة لا يتوب صاحبه في الغالب، بخلاف مرض
الشهوة فقد يتوب صاحبه ويصلح عمله.
فقوله
تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ﴾ [البقرة:
10]: أي مرض الشبهة ومرض الشهوة، كلا المَرَضين فيها.
قوله
تعالى: ﴿فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾
[البقرة: 10]: عقوبةً لهم؛ لأنهم كفروا بآيات