×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

أي: عملهم هذا إنما ضرره على أنفسهم؛ لأن الواجب على الإنسان أن ينصح لنفسه، وأن ينقذها من عذاب الله، لكن المنافقين خدعوا أنفسهم؛ لأنهم عَرَّضوها لغضب الله سبحانه وتعالى.

قوله تعالى: ﴿وَمَا يَشۡعُرُونَ [البقرة: 9]، أي: وما يدرون أن عملهم هذا سينتكس عليهم.

قوله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم [البقرة: 10] هذا بيان سبب النفاق، وهو المرض الذي في قلوبهم، والقلب يمرض، ومرضه أشد من مرض الجسم.

وذَكَر العلماء أن مرض القلب نوعان: مرض شهوة، ومرض شبهة.

1- مرض الشبهة: يكون بالشكوك والكفر والنفاق وسوء الظن بالله والظن بالمسلمين.

2- مرض الشهوة: أن يحب الشهوات المحرمة، مثل: الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، والغِيبة، والنميمة... ونحو ذلك. كما قال تعالى: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ [الأحزاب: 32] أي: مرض الشهوة - والعياذ بالله -.

ومرض الشبهة أشد من مرض الشهوة؛ لأن مرض الشبهة لا يتوب صاحبه في الغالب، بخلاف مرض الشهوة فقد يتوب صاحبه ويصلح عمله.

فقوله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ [البقرة: 10]: أي مرض الشبهة ومرض الشهوة، كلا المَرَضين فيها.

قوله تعالى: ﴿فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ [البقرة: 10]: عقوبةً لهم؛ لأنهم كفروا بآيات 


الشرح