الله
سبحانه وتعالى، وقلوبهم فيها المرض من قبل، فلما كفرت بآيات الله زاد مرضها. كما
قال تعالى: ﴿وَإِذَا
مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ
إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ
يَسۡتَبۡشِرُونَ ١٢٤ وَأَمَّا
ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ
وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ١٢٥﴾
[التَّوبة 124، 125]؛ لأنهم أصبحوا يستهزئون بها، ويسخرون منها، ولا يؤمنون بها؛
فزاد مرضهم - والعياذ بالله - على مرض سابق، فتضاعف عليهم المرض.
قوله
تعالى: ﴿وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ﴾ [البقرة:
10]: هذه عقوبة ثانية، لهم عذاب في الآخرة مع عذاب في الدنيا، و ﴿أَلِيمُۢ﴾بمعنى:
مؤلم موجع.
وبَيَّن
سبب هذا العذاب بقوله تعالى: ﴿بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ﴾ [البقرة:
10]، في إيمانهم، حيث أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، وهذا أعظم الكذب. وفي قراءة: ﴿بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ﴾
أي: يُكذِّبون بآيات الله سبحانه وتعالى.
ومن
صفاتهم أنهم: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾
[البقرة: 11] أي: إذا نُهوا عن النفاق؛ لأن النفاق والكفر والمعاصي إفساد
في الأرض؛ لأنها تسبب النكبات والعقوبات، وتسبب حبس الأمطار وغور المياه، ويُبْس الأشجار
وانقطاع الثمار، وتسبب ذَهاب الأمن وانقطاع السبل؛ كما قال تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ
وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ﴾
[الروم: 41].
فالكفر والمعاصي والنفاق إفساد في الأرض، والطاعة والإيمان والعمل الصالح إصلاح في الأرض؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا﴾ [الأعراف: 56] أصلحها الله بالوحي والنبوة والإيمان. فالذي يعصي الله ويكفر به مفسد في الأرض.