فمعنى
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾
[البقرة: 11]: اتركوا ما يكون سببًا لفسادها وهو النفاق، وآمِنوا بالله
ظاهرًا وباطنًا كما آمن الناس، أي: الصحابة.
﴿قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ﴾
[البقرة: 11]: وهذا من انتكاس الفِطَر حيث يَعُدُّون النفاق والكفر إصلاحًا
في الأرض!!فيقولون: إنما نحن بعملنا هذا الذي هو النفاق والكفر، مُصْلِحون؛ من أجل
أن نعيش في هذه الدنيا، ويندفع عنا القتل. وهذا بزعمهم إصلاح!!
فقال
الله تعالى ردًّا عليهم: ﴿أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ﴾
[البقرة: 12]، عَكَس الله عليهم دعواهم، وحَصَر الإفساد فيهم، فهم وحدهم
المفسدون بنفاقهم وكفرهم ﴿وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ﴾ [البقرة:
12]، لا يدرون أن هذا إفساد، بل يعتقدونه إصلاحًا.
واليوم
أصحاب الشهوات وأصحاب المطامع الخبيثة يريدون أن
يُحوِّلوا المسلمين إلى المذاهب الباطلة، وإلى تعطيل الشريعة، وإلى الجرائم وفساد
الأخلاق، ويقولون: هذا إصلاح! ويُسمُّون الإيمان والتمسك بالدين جفاء وتحجُّرًا،
ورجعية وتأخرًا... ! إلى آخر ما يقولون.
فما
أشبهَ الليلةَ بالبارحة!
يريدون
أن يُحوِّلوا الحكم بما أنزل الله إلى الحكم بالقانون، ويقولون: هذا إصلاح!
يريدون
أن يخلعوا الحجاب عن النساء ويتركوهن سافرات في الشوارع، ويتولين أعمال الرجال،
ويسافرن إلى أي محل بلا مَحْرَم.
ويقولون:
هذا إصلاح! هذا رُقِيٌّ وتقدُّم! هذا تحضُّر! وهذا عمل الأمم الراقية!
أما مَنْع هذه الأمور فهذا هو الإفساد بزعمهم!!