هذا
هو نفس الذي ذكره الله عن المنافقين في هذه السورة، وفي قوله تعالى: ﴿فَكَيۡفَ إِذَآ
أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ
يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا﴾
[النِّساء: 62].
وهؤلاء
الذين يقولون هذه المقالات الآن هم منافقون؛ لأنهم يُظهرون الإيمان ويُخفون في
قلوبهم محاربة الله!! نسأل الله العافية.
قوله
تعالى: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ﴾
[البقرة: 13]: آمِنوا بالله ورسوله كإيمان الصحابة. سماهم الناس لأنهم هم
الناس في الحقيقة، وأما المنافقون فليسوا ناسًا في قلوبهم وإن كانوا ناسًا في
أجسادهم.
﴿قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ﴾
[البقرة: 13]: يُسمُّون الصحابة السفهاء! لماذا؟ لأنهم آمنوا والتزموا بدين
الله عز وجل، يُصلُّون ويصومون، ويُحجِّبون نساءهم، ويتجنَّبون الحرام والربا
والغش في المعاملات، ويتجنبون الاحتيال والمكر والخديعة. والمنافقون يقولون: هذه
سفاهة منهم وسوء تصرف.
و ﴿ٱلسُّفَهَآءُۗ﴾: جمع سفيه. والسفيه: هو
ناقص العقل، أصله من السفاهة وهي خفة العقل.
فهم
يَصِفون الصحابة بخفة العقل؛ لأنهم ليس عندهم مكر وخديعة، ليس عندهم ظاهر وباطن
كالمنافقين، وليس عندهم نفاق وتملُّق واحتيال على أوامر الله تعالى ونواهيه. فهؤلاء
هم السفهاء عندهم!!
قوله تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ﴾ [البقرة: 13]: حَصَر السفاهة فيهم هم؛ لأنهم هم الذين ضروا أنفسهم، والسفيه هو الذي يضر نفسه. فهؤلاء هم الذين ضروا أنفسهم بالنفاق والخديعة والمكر.