×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فأي الفريقين يكون سفيهًا؟

الذين آمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وصلحوا وأصلحوا؟ أم الذين نافقوا ولم يؤمنوا؟

لا شك أن الذي لم يؤمن هو السفيه، فالمنافقون هم السفهاء؛ لأنهم اتصفوا بصفات السفهاء.

قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ [البقرة: 13]: لأن الله تعالى طَمَس على قلوبهم، فلا يُميِّزون بين الحق والباطل، والسفاهة والرُّشد. يعتقدون الرشد سفاهة، والسفاهة رُشْدًا؛ لأن عقولهم مَرِضت، وقلوبهم فسدت فلا تُميِّز بين الحق والباطل. هذه هي بعض صفاتهم.

قوله تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ [البقرة: 14]، ذَكَر تعالى من صفات المنافقين: استعمال الوجهين، فإذا كانوا مع المؤمنين أظهروا الإيمان؛ وصَلَّوا وصاموا، وعملوا الأعمال التي أَمَر بها الإسلام؛ يفعلون هذا في الظاهر من أجل خديعة المؤمنين.

﴿وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ [البقرة: 14]: أي انفردوا مع مردة الكفار. والشيطان: هو المارد من المخلوقات، يوصف به الجن، ويوصف به الإنس والدواب. وشياطين الإنس أشد ضررًا. فالمراد بشياطينهم: مَرَدة الكفار من المشركين واليهود والنصارى. إذا خَلَوْا إليهم ولم يكن معهم أحد من أهل الإيمان، صَرَّحوا بحقيقة ما هم عليه.

﴿قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ [البقرة: 14] أي: ما فارقناكم، بل نحن على عقيدتكم، لكن خدعنا هؤلاء وأظهرنا لهم الإيمان استهزاءً.


الشرح