فإن
لغة العرب تدور على الحروف الهجائية التي هي ثمانية وعِشرون حرفًا، أولها الألف،
وآخرها الياء.
فالقرآن
كلام عربي، مبني من هذه الحروف، وأنتم أيها المكذِّبون بالقرآن تزعمون أن القرآن
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وتزعمون أنه قول البشر، وأنه ليس من كلام الله عز
وجل، فمحمد صلى الله عليه وسلم بشر وعربي، وأنتم بشر وعرب، والحروف حروف لُغَتكم،
فأتوا بآية أو بسورة أو بعَشْر سور تشبه هذا القرآن الذي جاء به الرسول صلى الله
عليه وسلم.
فلما
عجزوا دلَّ ذلك على أن القرآن ليس من كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولا من كلام
غيره من المخلوقين، وإنما هو كلام الله جل وعلا.
ولذلك
إذا جاءت هذه الحروف يأتي بعدها ذكر القرآن مباشرة، مثل ما في هذه السورة، قال
تعالى: ﴿الٓمٓ
١ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢﴾
[البقرة: 1- 2].
وقال
تعالى: ﴿الٓمٓ ١ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ
إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ ٢ نَزَّلَ
عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوۡرَىٰةَ
وَٱلۡإِنجِيلَ ٣ مِن
قَبۡلُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلۡفُرۡقَانَۗ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَِٔايَٰتِ
ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٞ ذُو ٱنتِقَامٍ ٤﴾ [آل عمران: 1- 4].
وقال
تعالى: ﴿الٓمٓصٓ ١ كِتَٰبٌ أُنزِلَ
إِلَيۡكَ فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ
لِلۡمُؤۡمِنِينَ ٢﴾
[الأعراف: 1- 2].
وقال
تعالى: ﴿الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ ١ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ رَجُلٖ
مِّنۡهُمۡ أَنۡ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمۡ
قَدَمَ صِدۡقٍ عِندَ رَبِّهِمۡۗ قَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٞ
مُّبِينٌ ٢﴾ [يونس: 1- 2].
وقال
تعالى: ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ
حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: 1].