×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

ثم قال عز وجل: ﴿لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ [البقرة: 2]: نَفْي للريب عن هذا القرآن، والريب هو الشك، فلا شك في القرآن الكريم، لا من ناحية نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا من ناحية معانيه، ولا من ناحية لفظه، فهو كتاب يقين وعلم، لا يتطرق إليه شك ولا ريب، مُبرَّأ من ذلك.

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَآءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ ٤١ لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ٤٢ [فصلت: 41- 42].

وقال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود: 1].

فالقرآن لا ريب أنه كلام رب العالمين، ولا ريب أيضًا في ألفاظه، ولا ريب في معانيه، كله حق ويقين وعلم.

وإنما الشك والريب يتطرق إلى كلام البشر غير المعصومين.

·        والناس حول هذا القرآن أقسام:

القسم الأول: منهم مَن يؤمن بلفظه ومعناه، ولا يتردد فيه، ولا يشك فيه: وهؤلاء هم أهل السُّنة والجماعة، لا ريب في القرآن عندهم بأي نوع من أنواع الريب أو الشك: لا من ناحية نزوله من عند الله، ولا من ناحية ألفاظه، ولا من ناحية معانيه.

القسم الثاني: مَن يشك في لفظه ومعناه: هؤلاء هم الكفار، والمشركون، والمنافقون. هؤلاء لا يؤمنون لا بلفظه، ولا بمعناه - والعياذ بالله -.

القسم الثالث: مَن لا يؤمن بلفظه أنه كلام الله عز وجل، ويقول: «إنه مخلوق» خصوصًا ما يتعلق بالعقيدة، والأسماء والصفات، فهناك الفِرق الضالة؛ مِن جهمية، ومعتزلة ومَن تتلمذ عليهم من الِفرق الضالة، هؤلاء عندهم شك في معاني القرآن وألفاظه، لا سيما ما يتعلق بأسماء الله


الشرح