وفي
آخرها قال: ﴿فَلَا
تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا﴾ [البقرة:
22] لم يكتفِ بقوله: ﴿ٱعۡبُدُواْ
رَبَّكُمُ﴾ [البقرة:
21]، بل قال: ﴿فَلَا
تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 22]، فدلَّ على أن العبادة لا تصح إلا مع التوحيد والإخلاص، ولا
تصح مع الشرك.
وهذا
هو معنى: «لا إله إلا الله» لأن «لا إله إلا الله» تُثبت
التوحيد وتنفي الشرك؛ «لا إله» أي: لا معبود بحق إلا الله. فـ«لا إله» فيها إبطال
الشرك و«إلا الله» فيها إثبات التوحيد لله.
والآية
التي معنا كذلك فيها النهي عن الشرك في قوله تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا﴾
وفيها إثبات التوحيد في قوله﴿ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ﴾ [البقرة:
21] فهي جمعت بين النفي والإثبات «لا إله إلا الله» تمامًا.
وفي
قوله تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا﴾
[البقرة: 22] هذا نهي عن الشرك؛ لأن الأنداد جمع «نِدٍّ»، وهو الشريك
والمثيل، تقول: فلان نِدٌّ لفلان. أي: مثيل له وشبيه له. فالأنداد: الشركاء
والأشباه والنظائر.
والله
مُنزَّه عن ذلك، مُنزَّه عن الشركاء، ومُنزَّه عن الأشباه والنَّظائر ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى: 11] سبحانه وتعالى، ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ﴾ [النحل:
74]، ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ
لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 22].
والشرك
نوعان:
النوع
الأول: شرك أكبر يُخرج من الملة، وهو أن يَصرف شيئًا من
العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. كأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو ينذر
لغير الله. فهذا شرك أكبر؛ لأنه عبادة لغير الله سبحانه وتعالى.
والنوع الثاني: شرك أصغر لا يُخرج من الملة، وهو يَدخل في قوله تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 22] فهي تنفي الشرك الأكبر، وتنفي الشرك الأصغر.