تقولون:
إنه من كلام الرسول. والرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلكم يتكلم بكلامكم؛ فإن كان
كذلك فأتوا بسورة من مثله، ما دام أنكم تقولون: إنه من كلام الرسول والرسول بشر
مثلكم.
فالله
عز وجل تحدَّاهم أن يأتوا بمثل القرآن، كما قال تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ
بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ
لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا﴾ [الإسراء: 88].
قوله:
﴿بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ﴾
أي القرآن كله.
لو
اجتمع الإنس والجن، من أولهم إلى آخرهم، وتعاونوا على أن يأتوا بقرآن مثل هذا
القرآن، لا يستطيعون أبدًا؛ لأنه كلام الله عز وجل.
وفعلاً
ما استطاعوا، لا يزال التحدي قائمًا إلى يوم القيامة، على شدة عداوة المشركين
واليهود والنصارى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعداوتهم للمسلمين، لم يستطيعوا
أن يأتوا بمثل القرآن.
وفي
الآية الأخرى في سورة الطور، قال تعالى: ﴿أَمۡ يَقُولُونَ
تَقَوَّلَهُۥۚ بَل لَّا يُؤۡمِنُونَ ٣٣ فَلۡيَأۡتُواْ
بِحَدِيثٖ مِّثۡلِهِۦٓ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ ٣٤﴾
[الطور: 33، 34]، أي: مِثل القرآن.
ثمَّ
تحدَّاهم بأن يأتوا بعشر سور، قال تعالى: ﴿أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ
قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ﴾
[هود: 13].
ثم
تحداهم بأن يأتوا بسورة، فقال: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا
فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ﴾
[البقرة: 23].
وهذا
التحدِّي مفتوح، وليس خاصًّا بالذين كانوا على وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو
قائم ومستمر إلى أن تقوم الساعة، هل أحد أتى بسورة مثل القرآن؟ هذا دليل على أنه
من عند الله.