وقوله
تعالى: ﴿وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾
[البقرة: 23]: أي: ائتوا بمن يشهد لكم أن هذا الذي جئتم به مثل القرآن. مثل
قوله تعالى: ﴿قُل
لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ
لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا﴾
[الإسراء: 88].
فهم
لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله، ولم يستطيعوا أن يأتوا بعشر سور من مثله، ولم
يستطيعوا أن يأتوا بسورة من مثله، تحديات قائمة ومستمرة إلى أن تقوم الساعة.
والقرآن
هو المعجزة الكبرى للرسول صلى الله عليه وسلم، المعجزة القائمة الحية المستمرة إلى
أن تقوم الساعة.
ولهذا
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ نَبِيٍّ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ إِلا وَقَدْ أُوتِيَ مَا آمَنَ عَلَى مِثْلِهِ الْبَشَرُ،
وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو
أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([1]).
فهذا
القرآن هو المعجزة الخالدة للرسول صلى الله عليه وسلم، الدال على رسالته صلى الله
عليه وسلم على مَر الأزمان ومَر الأجيال، معجزة قائمة مستمرة.
ومعجزات
الأنبياء عليهم السلام انتهت في وقتهم:
معجزة
موسى عليه السلام: الحية، والتسع الآيات التي أوتيها.
معجزة
عيسى عليه السلام: أنه يُكلِّم الموتى، وأنه يُحيي الموتى -
انتهت في وقته عليه السلام.
أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: فمعجزته باقية ومستمرة ما بقي الزمان، وهي هذا القرآن العظيم الذي يدل على أنه رسول الله حقًّا، وأن هذا القرآن كلام الله حقًّا، وأن أحدًا لا يستطيع أبدًا أن يحاكي هذا القرآن أو يأتي بمثله، أو بعشر سور، أو بسورة واحدة منه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4981)، ومسلم رقم (152).