ولهذا
قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ﴾ [البقرة:
24]: أي: في الماضي ﴿وَلَن
تَفۡعَلُواْ﴾ [البقرة: 24]: وهذا إخبار عن المستقبل
﴿وَلَن تَفۡعَلُواْ﴾:
أي: في المستقبل إلى أن تقوم الساعة.
هذا
تحدٍّ مستمر، إن لم تفعلوا في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، في وقت نزول القرآن،
ولن تفعلوا في المستقبل إلى أن تقوم الساعة.
فهذا
التعجيز قائم ومستمر إلى أن تقوم الساعة، وأن أحدًا من الجن أو من الإنس لا يستطيع
أن يأتي بمثل سورة من القرآن، فقد قامت عليكم الحُجة على أنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم حقًّا، وعلى أنه يجب عليكم أن تؤمنوا به وتتبعوه.
﴿فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ﴾ [البقرة:
24] ما بقي إلا النار، إذا لم تستجيبوا لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وتعترفوا
برسالته؛ فإن مصيركم إلى النار.
وهذا
دليل على أن من لا يؤمن، أو من لم يؤمن بهذا الرسول من البشر فهو في النار، من
اليهود والنصارى وغيرهم، كل من لم يؤمن بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه في
النار.
مثل
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُْمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلاَ
نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ
كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ»([1]).
﴿. ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ﴾ [البقرة: 24]، ﴿ٱلنَّاسُ﴾: الكفار، تشتعل أجسامهم في جهنم ولا تنطفئ أبدًا، أبد الآباد - والعياذ بالله -، فهم حطب جهنم
([1]) أخرجه: مسلم رقم (153).