﴿وَٱلۡحِجَارَةُۖ﴾
[البقرة: 24]: الحجارة قيل: المراد بها حجارة الأصنام التي كانوا
يعبدونها، تُلقَى معهم في جهنم؛ حتى يعلموا أنها ليست ربًّا، وأنهم عبدوا حجارة لا
تمنع النار عن نفسها، فهم يُلْقَون في النار هم وأصنامهم، كما قال تعالى: ﴿إِنَّكُمۡ وَمَا
تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ ٩٨ لَوۡ كَانَ هَٰٓؤُلَآءِ ءَالِهَةٗ مَّا وَرَدُوهَاۖ وَكُلّٞ
فِيهَا خَٰلِدُونَ ٩٩﴾
[الأنبياء: 98، 99].
﴿أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾
[البقرة: 24]: أي: خُلقت وهُيِّئت للكافرين، بجميع أنواعهم وأصنافهم.
وقوله
تعالى: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾نصَّ
على الكافرين لأنهم يُخَلَّدون فيها ولا يخرجون منها.
وإلا
فقد يدخلها بعض المؤمنين، أصحاب الكبائر التي هي دون الشرك، وقد يغفرها الله لهم
ولا يدخلون النار، وقد يعذِّبهم في جهنم ويَبْقَون فيها مُدَدًا طويلة حتى تتفحَّم
أجسادهم، ثم يخرجون من النار ويُلْقَون في نهر يقال له: نهر الحياة، فتنبت
أجسامهم، ثم بعد ذلك يدخلون الجنة ([1]).
فالمؤمنون:
إذا دخلوا النار بكبائرهم وذنوبهم لا يُخَلَّدون فيها.
وأما
الكفار والمنافقون والمشركون والملاحدة بجميع أصنافهم، فهم لا
طمع لهم في النجاة من النار أبد الآباد، وهم خالدون فيها.
وقوله
تعالى: ﴿أُعِدَّتۡ﴾ [البقرة:
24]: دليل على أن النار موجودة الآن.
ومما يدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسًا مع أصحابه، فسمعوا وَجْبة، أي: سمعوا شيئًا سقط، له دَوِيٌّ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟»
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6560)، ومسلم رقم (184).