×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

الشكل؛ ولكنها تختلف في الحقيقة، وتختلف في اللذة، وتختلف من وجوه أخرى وإن اشتبهت في الاسم.

فهذا معنى قوله: ﴿هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ [البقرة: 25] يحسبون أنه مثل ما في الدنيا، وهو ليس كذلك؛ ولهذا قال: ﴿وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ [البقرة: 25] الذي جعلهم يقولون: ﴿هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ [البقرة: 25] هو أنهم رأوه متشابهًا في اللون ومتشابهًا في الشكل، فظنوا أنه هو هو، ولكنه ليس كذلك.

﴿وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ [البقرة: 25]: و ﴿أَزۡوَٰجٞ: جمع زوج. أي: نساء يستمتعون بهن في الجنة من الحور العين، وفيها أزواج من نساء الدنيا لكن نساء الآخرة مطهرة.

أما نساء الدنيا: فليست مطهرة: يصيبها المرض، والحيض، والنِّفاس، والبول، والغائط، وفيها الأخلاق السيئة، نساء الدنيا يَهْرَمن ويَكْبُرن ويَمُتن.

ونساء الجنة: شابات، لا يتغيرن، ولا يمتن، ولا يمرضن، خالدات مُخَلَّدات، ولا يصيبهن مرض، ولا كِبَر.

والإنسان في الدنيا مهما أُوتي من الملذات؛ فإنها تنقطع وتزول، وصاحبها يخاف أنها تزول. لكن ما في الجنة من النعيم والسرور لا يزول أبدًا.

﴿وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 25] يعني: باقون، لا موت ولا هَرَم ولا مرض ولا هَمَّ ولا حزن، أبد الآباد، نعيم مقيم ما يُخشى فواته، ولا يُخشى أنه يُسلب.


الشرح