×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

 الإنسان إذا كان في الدنيا، وكان عنده نعمة وأموال؛ فإنه يَخشى أن يأخذها منه عدوه، بأن يتسلط عليه فيسلبه هذه الأموال وهذه النعمة؛ ولذلك دائمًا هو على خوف، دائمًا يغلق الأبواب، ويَحمل السلاح، يتخوف على ماله، ويخاف من كل شيء يتحرك، يخشى أنه عدو وأنه لص.

وأهل الجنة مُفتَّحة لهم الأبواب ما فيها خوف، بل فيها أمان دائم، ونعيم دائم، وصحة دائمة، وشباب دائم، لا يخافون الموت إلا الموتة الأولى التي في الدنيا.

وهذا من أعظم النعيم!! أنهم لا يخافون فيها المنغصات والمُكدِّرات.

هذه صفة الجنة التي أعدها الله للمتقين، قارِن بينها وبين النار التي قال الله فيها: ﴿وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ [البقرة: 24]، وقود يشتعل - والعياذ بالله - نار دركات مظلمة محرقة، فيها كل الآفات، ويأتيهم الموت من كل مكان.

قارِن بين هذا وهذا، فسيحملك هذا على الهرب من النار، وتَرْك الأعمال التي تورد النار. والجنة إذا سمعت وصفها حملك على الشوق إليها والعمل الصالح الذي يؤهِّلك - بإذن الله - لدخولها.

هذا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنَّ علينا وعليكم بالتوفيق.

ويؤخذ من هذه الآية: أن الإيمان قول واعتقاد وعمل، كما يقوله أهل السُّنة والجماعة؛ لقوله تعالى: ﴿ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [البقرة: 25].

ويؤخذ من هذه الآية: أن الجنة لا تُنال إلا بالإيمان والعمل الصالح.


الشرح