ولهذا
يقول جل جلاله: ﴿ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ﴾
[يوسف: 39]، هذا استفهام إنكار، لا يستوي هذا وهذا، وهذا أيضًا مَثل ضربه
للشرك والتوحيد.
وضَرَب
الله مَثَلاً لعمل المشرك وبطلانه في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ﴾
[الحج: 31].
المُوحِّد
في السماء، مرتفع المكانة، سامي المكانة عند الله سبحانه وتعالى.
وأما
المشرك فإنه مثل الذي يسقط من العلو، لمَّا أشرك بالله سقط من
الارتفاع الذي فيه أهل التوحيد، والسمو الذي فيه أهل التوحيد، والمكانة المرتفعة
العالية التي فيها أهل التوحيد.
لمَّا
أشرك بالله سقط من مرتفع بعيد الارتفاع، ماذا تكون حاله، في حالة السقوط - والعياذ
بالله - ؟! لا يدري أين يقع!!
إما
أن تعترضه جوارح الطير فتمزق لحمه وتأكله في الهواء. وإما أن يَسْلَم من الجوارح،
ولكن الريح تحمله وترمي به في مكان بعيد عن الناس، في مكان خالٍ موحش، ما فيه ماء،
وما فيه شراب، وما فيه شيء.
كذلك
المشرك، هو عُرْضة لهذه الأشياء، وهذه الأهواء، وهذه المناهج،
وهذه المذاهب، التي تُقطِّعه، وتُشتِّته وتهلكه في النهاية.
فهذا
مَثَل للمؤمن ومَثَل للمُوحِّد.
المؤمن
في علو وارتفاع وسمو عند الله جل جلاله بتوحيده وإخلاصه.
والمشرك ساقط من العلو، ساقط من التَّوحيد، مُعَرَّض لكلِّ هلاك، وكل ضلال.