وهذه
حالة المشركين - والعياذ بالله - مُعَرَّضون لكل بلاء، ولكلِّ هلاك، ولكلِّ هوى،
ولكلِّ شيطان، يتنازعهم كل بلاء، هل يستوي هذا وهذا؟!
ثمَّ
في آخر السُّورة ضرب الله مثلاً لبطلان الشرك، فقال جل جلاله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ
شَيۡٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ﴾
[الحج: 73].
جميع
الأصنام وجميع المعبودات من دون الله كلها لا تستطيع أن تَخلق الذباب! فكيف تُعبد
من دون الله، وهي لا تستطيع أن تَخلق الذباب الذي هو أحقر شيء وأصغر شيء؟!
هذا
تعجيز من الله جل جلاله لآلهة المشركين؛ فإن كانت لا تستطيع أن تَخلق الذباب، فكيف
تُعبد مع الخالق الذي هو خالق كل شيء سبحانه وتعالى ؟!
الله
خالق كل شيء، الخَلاَّق العليم الذي لا يُعجزه شيء، كيف يُقاس هذا بهذا؟!
فهذا
مَثلٌ واضح لبطلان الشرك، وأنه لا مستند له، ولا أصل له، ولا فرع له.
﴿لَن يَخۡلُقُواْ﴾ [الحج:
73]: ولاحِظوا كلمة ﴿لَن
يَخۡلُقُواْ﴾ هذا للمستقبل إلى يوم القيامة،
فالتعجيز مفتوح إلى يوم القيامة، أيُّ مشرك يدعو غير الله، يقال له ذلك.
قال
تعالى: ﴿أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾
[النحل: 17].
وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ٢٠ أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ ٢١﴾ [النحل: 20-21].