×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وقال تعالى: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ [الأحقاف: 4].

ما يستطيع المشركون أن يقولوا: إن معبوداتهم خَلقت ولو ذبابًا. ولن يستطيعوا هذا في المستقبل، حتى في زمان تقدم الصِّناعة الآن، وتَفَنُّن الصناعة، ما يستطيع صُنَّاع العالم ومَهَرة العالم وأطباء العالم: أن يخلقوا ذبابًا!يصنعون طائرة، الطائرة صناعة، هذه ممكنة، يتعلمها الإنسان ويعرفها، الله هو الَّذي سَخَّرها لنا، وهو الذي أَلْهَمنا أن نستعملها وأن نستخدمها رحمةً منه بنا سبحانه وتعالى.

لكن المخلوق لن يخلق ذبابًا؛ لأن الخلق من خصائص الله سبحانه وتعالى، فالعبادة إنما يستحقها الخالق سبحانه وتعالى، ﴿أَفَمَن يَخۡلُقُ كَمَن لَّا يَخۡلُقُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ  [النحل: 17].

ثم قال جل جلاله: ﴿وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡ‍ٔٗا [الحج: 73]، الذباب أضعف شيء، لو يأخذ من هذا الصنم الذي يُعبد مما يوضع عليه، مما يضعه المشركون عليه؛ من الطِّيب أو من الذهب؛ لأنهم يضعون على هذه المعبودات أشياء من الحُلي ومن الذهب ومن الطِّيب والبخور، لو جاء الذباب وأخذ مما عليها شيئًا يسيرًا، هل تستطيع هذه الأصنام أن تسترد ما أخذه الذباب منها؟ لا، ما تستطيع أن تنتصر لنفسها من الذباب.

﴿ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ [الحج: 73] الذي هو المشرك أو الصنم.

﴿وَٱلۡمَطۡلُوبُ [الحج: 73] الذي هو الصنم المعبود من دون الله عز وجل.

ذباب أعجز الجميع!! فهذا من أعظم الأمثلة على بطلان الشرك بالله عز وجل.

يمكن أن يقولوا: نحن لا نقول: إنها تَخلق، الله هو وحده الخالق، ونحن نعترف بذلك، هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، المُدبِّر!!


الشرح