نحن
نعتقد هذا، لكن هؤلاء عِباد صالحون، ونريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله، نتخذهم
وسائط، فنحن نعبدهم من أجل أن يقربونا إلى الله زلفى؛ لأنهم عِباد صالحون، لهم
منزلة عند الله، فنريد منهم أن يقربونا، ويشفعوا لنا عند الله، ويتوسطوا لنا عند
الله!!
فيذبحون
لهم، وينذرون لهم، ويطوفون بقبورهم، ويعكفون عندها، وهم يعترفون أنهم ما يخلقون
ولا يرزقون ولا يُدبِّرون من الأمر شيئًا، وإنما يريدون منهم الوساطة عند الله جل
جلاله.
والجواب:
هو أن الله أبطل هذا، فقال تعالى: ﴿ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا
مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ
سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ
لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ﴾ [الرُّوم: 28].
يقول
جل جلاله: أنتم تقولون: نحن نشرك مع الله عبدًا من عبيده؛
ليقربنا إليه. فقال الله: هل ترضَون هذا لأنفسكم أن عبدًا من عبيدكم
يشارككم في ملككم وفي أموالكم؟! لا يرضى بهذا أحد، فإذا كنتم لا ترضَون أن يشارككم
عبيدكم، فكيف ترضَون لله أن يشاركه عبدٌ من عبيده في عبادته؟!
فهذا
فيه إبطال واضح للشرك، والردُّ على المشركين الذين يقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا
لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾
[الزُّمَر: 3].
قال
تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا
يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾
[يونس:
18].
فأبطل
سبحانه وتعالى هذه الدَّعوى، وأن الشرك بالله لا يجوز بأي وسيلة، وبأي نوع؛ لأن
العبادة خاصة بالله جل جلاله، ولا يرضى أن يُشْرَك معه أحد: