لا
مَلَكٌ مُقرَّب، ولا نبي مرسل، ولا وليٌّ من الأولياء، ولا صالحٌ من الصالحين.
فالله
جل جلاله ضَرَب هذه الأمثال للعبرة والعظة، فقوله جل جلاله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ﴾
[البقرة: 26].
كذلك
الله جل جلاله ذَكَر ضعف آلهة المشركين، وأنها لا تنفع ولا تضر، فهي مثل العنكبوت
التي تتخذ بيتًا تنسجه من ريقها، وهو لا يقيها من الحَر ولا من البرد، ولا يسترها
عن الناس.
قال
تعالى: ﴿مَثَلُ
ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ﴾
[العنكبوت: 41]: أي معبودات، ﴿كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ﴾
[العنكبوت:
41]، فهذه الآلهة التي يعبدها المشركون مثل بيت العنكبوت، ما تدفع عن العنكبوت لا
بردًا، ولا حَرًّا، ولا تُظلُّها من الشمس، ولا تسترها عن الناس، ﴿وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ
لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ﴾ [العنكبوت: 41].
كذلك
ما عُبِد من دون الله عز وجل، لا يملك نفعًا ولا ضَرًّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا
نشورًا.
فهذه
أمثلة واضحة في بطلان الشرك، والرد على المشركين.
فدلَّ
على عظمة هذه الأمثال التي ضربها الله جل جلاله في القرآن، وأنها تحمل معاني
عظيمة، وتقرر التوحيد بأوضح برهان، وتَرُد على المشركين بأوضح برهان.
·
موقف الناس من أمثال القرآن:
1- قال تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ﴾ [البقرة: 26]: المؤمنون يعلمون أن هذه الأمثال ما ضُربت عبثًا، ويعلمون أنها تدل على معانٍ عظيمة فتُرسِّخ الإيمان في قلوبهم،