وتَزيد
الإيمان في قلوبهم، وتدفع عنهم الشبهات والضّلالات، ﴿فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ﴾.
2-
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ﴾
[البقرة: 26]: يقولون: ما الفائدة من ضرب المثل بالذباب وبالعنكبوت، ومِن
ضرب المثل بالعبد المملوك؟! هكذا يقولون؛ لأنهم لا يفهمون، ولا يعقلون عن الله
شيئًا، فلا تنفعهم هذه الأمثال.
فقولهم:
﴿مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ
بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ﴾: هذا استنكار منهم.
ثم
قال جل جلاله: ﴿يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا﴾ [البقرة:
26]: يعني يُضِل بالقرآن كثيرًا، فمَن لا ينتفع بالقرآن فإنه يَضل؛ لأنَّه يُعْرِض
عن القرآن فيَضل، وقد يأخذ المتشابه من القرآن فيَضل، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ﴾
[آل عمران: 7]. فقد يَزيده المتشابه
ضلالاً، وهو يزعم أنه يَستدل بالقرآن، وهو قد أَخَذ طرفًا، وتَرَك الطرف الثاني
وهو المُحْكَم.
﴿يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ﴾
[البقرة: 26]: أي: بالقرآن.
وهذا
من العجب!! أنه شيء واحد يحصل به ضلال لكثير من الناس، ويحصل به هدى لكثير من
الناس.
كما
قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا
مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ
إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ
يَسۡتَبۡشِرُونَ ١٢٤ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُواْ
وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ١٢٥﴾
[التوبة: 124- 125].
فالذي لا ينتفع بالقرآن ولا يتدبر القرآن؛ لا ينفعه القرآن، فيَضل والقرآن بين يديه.