×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وبعض الناس يستكبر - والعياذ بالله - ولا يرجع إلى الصواب، ويتوب إلى الله، بل يستكبر، والكِبْر قد يوصله إلى الكفر.

فالكِبْر لا يجوز، وهو خَصْلة ذميمة. وإذا أدى إلى رفض أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، صار كفرًا يُخرجِ من الملة.

ففي هذا ذم الكِبْر وأنه خُلُقٌ ذميم، وأن على المسلم أن يتواضع، وأن يخضع لأوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عبدٌ مأمور منهي، فيمتثل، يفعل الأوامر ويجتنب النواهي، وهذا معنى العبودية.

ويَدخل تحت هذا: الذي لا يَقبل النصيحة، فالواجب قَبول الحق ممن جاء به، والحق ضالة المؤمن، أَنَّى وجده أخذه دون النظر إلى من جاء به.

فهذا فيه سبب عداوة إبليس لآدم عليه السلام، وعداوته لذرية آدم عليه السلام، وأنه سيلاحقهم، ويحاول إضلالهم بكل ما يستطيع من الوسوسة، والإضلال، وتزيين الشهوات، والتنفير من الطاعات.

والله عز وجل حَذَّر بني آدم، قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ [الأعراف: 27].

فالله حَذَّرنا من هذا العدو، وبَيَّن لنا موقفه من أبينا وموقفه من بني آدم، واستمرار ذلك إلى يوم الوقت المعلوم.

1- ففي هذه القصة: فَضْل آدم عليه السلام، أبي البشرية؛ بما أعطاه الله من العلم، وبما أعطاه الله عز وجل من العبادة، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.

2- وفيها فضل العلم؛ فإن آدم عليه السلام شُرِّف على الملائكة بالعلم.


الشرح