فالذي
يتخلف عن صلاة الجماعة من غير عذر، متَّصف بصفات المنافقين، نسأل الله العافية
والسلامة.
ثم
قال جل وعلا: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ﴾ [البقرة:
44] يعني: بالأعمال الصالحة، ﴿وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ﴾ [البقرة:
44]، أي: تتركون أنفسكم، وتوجهون الأمر إلى غيركم، وأما أنتم فلا تأمرون أنفسكم،
بل تخالفون وتعصون الله سبحانه وتعالى.
فإن
أصلحتَ نفسك فإنك تحاول إصلاح الآخرين.
أما
العكس - وهو أنك تريد إصلاح الناس ولا تُصلح نفسك - فهذا يخالف ما أَمَر به الله
جل وعلا.
وقد
عاب الله على أهل الكتاب، ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ
تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾
البقرة: 44].
ونبيُّ
الله شعيب يقول لقومه: ﴿وَمَآ
أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا
ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ
وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ﴾ [هود:
88].
فيُشترط
في الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يبدأ بنفسه أولاً.
لكن
ليس معنى ذلك أن الإنسان إذا كان عنده بعض التقصير وبعض المعاصي - أنه يترك الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، لا بل الواجب عليك أمران: أولاً: الاستقامة في
نفسك. ثانيًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإذا تركت واحدًا لم يَسقط
الآخر.
إذا كنتَ على بعض المخالفات، لم يَسقط عنك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.