×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

فالذي يتخلف عن صلاة الجماعة من غير عذر، متَّصف بصفات المنافقين، نسأل الله العافية والسلامة.

ثم قال جل وعلا: ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ [البقرة: 44] يعني: بالأعمال الصالحة، ﴿وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ [البقرة: 44]، أي: تتركون أنفسكم، وتوجهون الأمر إلى غيركم، وأما أنتم فلا تأمرون أنفسكم، بل تخالفون وتعصون الله سبحانه وتعالى.

فإن أصلحتَ نفسك فإنك تحاول إصلاح الآخرين.

أما العكس - وهو أنك تريد إصلاح الناس ولا تُصلح نفسك - فهذا يخالف ما أَمَر به الله جل وعلا.

وقد عاب الله على أهل الكتاب، ﴿أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ البقرة: 44].

ونبيُّ الله شعيب يقول لقومه: ﴿وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ [هود: 88].

فيُشترط في الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يبدأ بنفسه أولاً.

لكن ليس معنى ذلك أن الإنسان إذا كان عنده بعض التقصير وبعض المعاصي - أنه يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا بل الواجب عليك أمران: أولاً: الاستقامة في نفسك. ثانيًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإذا تركت واحدًا لم يَسقط الآخر.

إذا كنتَ على بعض المخالفات، لم يَسقط عنك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


الشرح