×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

﴿وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ [البقرة: 43] وهي حق واجب في أموال الأغنياء للفقراء والمحتاجين، ليست تبرعًا، وإنما هي حق واجب، وركن من أركان الإسلام، فهي قرينة الصلاة، يذكرها الله مع الصلاة، فالزكاة أمرها مهم جدًّا.

ومعنى: ﴿وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَآتوها، ادفعوها للفقراء والمحتاجين والمصارف التي عَيَّن الله في قوله: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ [التوبة: 60].

﴿وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ [البقرة: 43]، لم يَكتفِ بقوله: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَبل قال: ﴿وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ، فهذا دليل على أنه لا تكفي الصلاة من المسلم منفردًا، بل لا بد من الصلاة مع الجماعة، يعني: صَلُّوا مع المصلين. وعَبَّر عن الصلاة بالركوع لأن الركوع من أهم أركان الصلاة.

وصلاة الجماعة واجبة، وتَرْك صلاة الجماعة من غير عذر نفاق.

قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ»([1]).

وقال جل وعلا في المنافقين: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ [التوبة: 54].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ [النساء: 142].


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (657)، ومسلم رقم (651).