×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

وهذا واجب العلماء، بيان الحق للناس، وعدم كتمان شيء من الحق؛ لأن هذا العلم أنزله الله للناس، ما أنزله لك وحدك لتختزنه في صدرك وتترك الناس على جهلهم وعلى ضلالهم.

بل يجب على كل عالم أن يبين للناس ما أنزل الله سبحانه وتعالى، رَضِي مَن رَضِي، وسَخِط مَن سَخِط؛ حتى تبرأ ذمته، وحتى ينفع الله من أراد له الهداية!!

ثم قال جل وعلا: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ [البقرة: 43]. أقيموا الصلاة التي هي أحد أركان الإسلام، وهي الصلوات الخمس.

قال: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ولم يقل: «صَلُّوا». بل قال: «أقيموا» لأن المقصود الإقامة، ليس المقصود مجرد صورة الصلاة. وإقامة الصلاة هي الإتيان بها قائمة، يعني تامة بشروطها وأركانها وواجباتها.

وإقامة الصلاة على نوعين: إقامة ظاهرة، وإقامة باطنة.

فالإقامة الظاهرة: أن يأتي بالصلاة مستوفية لشروطها وأركانها وواجباتها.

والإقامة الباطنة: هي الخشوع في الصلاة.

فلا تكفي الإقامة الظاهرة عن الإقامة الباطنة، ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ [المؤمنون: 1، 2]، المقصود من الصلاة ولُبُّها وروحها هو الخشوع بين يدي الله سبحانه وتعالى.

والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وإقامتها عنوان على الاستقامة في الدين كله.


الشرح