×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الأول

خافوا الله جل وعلا أن تغيروا دينه وأنتم تعلمونه؛ لأن مَن فَعَل ذلك فإنه يستحق أشد العقوبة من الله سبحانه وتعالى.

﴿وَلَا تَشۡتَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا [البقرة: 41] هذا يشمل كل مَن ترك الإيمان خوفًا على منصبه، أو خوفًا على ماله، أو خوفًا على جاهه. فإن هذا يشمله أنه اشترى بآيات الله ثمنًا قليلاً، والدنيا كلها قليلة.

﴿وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ [البقرة: 42] هذا نهي آخر، لَبْس الحق بالباطل، يعني خَلْط الحق مع الباطل.

الواجب أن يُميَّز الحق من الباطل، وأن يؤخذ بالحق ويُترك الباطل. أما الخلط بين الحق والباطل وبين الكفر والإيمان؛ فهذا مُنافٍ لدين الله سبحانه وتعالى.

وواجب العلماء أن يميزوا بين الحق والباطل.

وكان من واجب بني إسرائيل - وهم علماء - أن يميزوا بين الحق والباطل، فما هم عليه من اليهودية والنصرانية بعد بَعثة محمد صلى الله عليه وسلم فهو باطل، وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق وحده.

فلا يجوز الخلط بين اليهودية والنصرانية والإسلام. هذا خَلْط بين الحق والباطل. بل يقال: إن الإسلام هو الدين الحق، وما عداه فهو باطل؛ لأنه إما منسوخ بالإسلام، وإما مُحرَّف ومُغيَّر عما أنزل الله سبحانه وتعالى، ولم يَبْقَ بعد بَعثة الرسول صلى الله عليه وسلم دين غير الإسلام، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ [آل عمران: 19]، وقال جل وعلا: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85].

﴿وَتَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [آل عمران: 71] فلا يجوز لمن عَلِم الحق أن يكتمه عن الناس، بل عليه أن يبينه للناس حتى يكون الناس على بصيرة.


الشرح