الذي
يهاجر ويترك وطنه إلى بلاد الإسلام، هذه مفارقة للأوطان فيها مشقة على النفوس،
ولكن الصبر يعينك على هذا.
الثاني:
صبر عن محارم الله، فالله حرَّم عليك أشياء يجب عليك تجنبها وإن كانت نفسك تنازعك
إليها، وشياطين الإنس والجن يدعونك إليها ويرغبونك فيها، فتحتاج في تركها إلى صبر.
الثالث:
صبر على أقدار الله المؤلمة، بأن تَحبس نفسك عن الجزع، ولسانك عن التشكي، ويدك عن
شق الجيوب ولطم الخدود.
إذا
أصابتك مصيبة تؤلمك في نفسك أو في أهلك أو في مالك، فلا تجزع يا أخي، اصبر، ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم
بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ
وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ
رَٰجِعُونَ ١٥٦﴾
[البقرة: 155، 156]. يصبرون ولا يجزعون.
﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ
بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾
[التغابن: 11]، أي: بقدر الله وقضائه، تعلم أن هذا بقضاء الله وقدره، ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ﴾:
يعني يصبر على هذه المصيبة؛ ﴿يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ يعني:
يثبته على الإيمان. ومَن يجزع فإنه يَضر نفسه.
المصيبة نازلة، نازلة على كل حال، ما قضى الله لا بد أن يقع، لكن إن صبرت فلك الأجر، وإن جزعت فعليك السخط، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ»([1]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2396)، وابن ماجه رقم (4031).