قال
علقمة: «هُوَ الرَّجُلُ تُصِيبُهُ الْمُصِيبَةُ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ
اللهِ فَيَحْمَدُ اللهَ وَيُسَلِّمُ» ([1]).
﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ﴾
[البقرة: 45]؛ الصبر أمره عظيم، لا بد من الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى،
والصبر عن محارم الله، والصبر على أقدار الله جل وعلا المؤلمة.
فأنت
تخسر الأمرين: المصيبة تقع بك وهذه خسارة، وتخسر الصبر ولا
أجر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والصلاة
تُعِين على المصائب والمشاق؛ لأن الصلاة دخول على الله جل وعلا، ووقوف بين يديه،
وذِكر لله جل وعلا. فإذا دخلتَ في الصلاة فإنك تجد الراحة والسكون بين يدي الله
سبحانه وتعالى؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبه أمر - يعني وقع في شدة -
فَزِع إلى الصلاة([2])،
وقال: «يَا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا»([3]).
وهذا
إنما هو في الصلاة التي تؤدى على الوجه المشروع بالخشوع لله عز وجل، والإقبال على
الله؛ فإنها تعين على مشاق الحياة.
والفائدة
الثانية من الصلاة: أنها تَنْهَى عن الفحشاء والمنكر،
قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ
ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾
[العنكبوت: 45]. فالصلاة تَنْهَى عن الفحشاء والمنكر، وتربِّي المسلم على الخير
والطاعة.
ثم قال جل وعلا: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]، الصلاة كبيرة، يعني شاقة، كل يوم خمس مرات، وربما تقوم بالليل، ونوافل ورواتب،
([1]) أخرجه البيهقي رقم (7133).