خاطب
المؤمنين من هذه الأمة، فقال: ﴿أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ﴾ [البقرة:
75] أي: اليهود، أن يُصدِّقوا بنبيكم ويُصدِّقوا برسولكم محمد صلى الله عليه وسلم،
وهم هذه مواقفهم مع نبيهم موسى عليه السلام، وهذا موقفهم من كتاب الله التوراة؟!
إنَّ
قومًا هذه صفاتهم مستحيل منهم الإيمان؛ لأنهم ليس عندهم الاستعداد للإيمان، لماذا؟
لأنهم عَرَفوا الحق ثم أنكروه، ومَن عَرَف الحق ثم أنكره فإن الله يعاقبه بقسوة
قلبه ويعاقبه بزيغ قلبه؛ فلا يَقبل الإيمان بعد ذلك عقوبة له.
·
وذكر الله عز وجل في هذه الآيات أن اليهود على
قسمين:
القسم
الأول: علماء يعرفون الحق ويعرفون الآيات، لكنهم يتنكرون لها
ويجحدونها عن علم وعن عناد.
والقسم
الثاني: أُمِّيون عامة لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ، يقلدون
علماءهم على الضلال ويثقون فيهم. فإذا لم يؤمن علماؤهم بمحمد صلى الله عليه وسلم
فلن يؤمن عوامُّهم.
·
وذَكَر سبحانه وتعالى أن علماءهم على ثلاثة
أقسام:
القسم
الأول: الذين حرَّفوا كتاب الله.
والقسم
الثاني: منافقون، يتظاهرون بالإيمان، ويُبطنون الكفر.
والقسم
الثالث: يكتمون العلم، ولا يبينونه للناس.
هذه
أصناف غالب علماء بني إسرائيل، ومنهم مهتدون كما ذكر الله،
لكن
الغالب منهم لا يَخرجون عن هذه الأصناف.
الصنف الأول: يحرِّفون كلام الله. والتحريف ينقسم إلى قسمين: تحريف الألفاظ، وتحريف المعاني: