القسم
الأول: تحريف الألفاظ، وهو: الزيادة فيها، أو النقص منها، أو
إدخال كلام ليس من كلام الله عز وجل.
هذا
هو تحريف الألفاظ، كما دسوا في التوراة من الكذب والافتراء على الله سبحانه وتعالى
الشيء الكثير، فالتوراة التي معهم محرفة الألفاظ زِيد فيها ونُقص منها، فليست كما
أنزلها الله سبحانه وتعالى على موسى عليه السلام، وإنما فيها نسبة قليلة من كلام
الله، والأكثر من كلامهم هم نسبوه إلى الله.
فإن
قلت: كيف يقدرون على أن يحرفوا كلام الله؟!
فالجواب:
أن الله سبحانه وَكَّل حفظه إليهم ابتلاءً لهم وامتحانًا، ولكنهم لم يحفظوه، بل
غيروا فيه وزادوا وخانوا، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا
ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ
بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ﴾ [المائدة:
44] ﴿ٱسۡتُحۡفِظُواْ﴾ يعني
أن الله سبحانه استحفظهم على كتابه، يعني: وَكَّل حفظه إليهم، وكان الواجب عليهم
أن يَحموه من الزيادة والنقصان.
أما
القرآن الكريم الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن الله لم يكل حفظه
إلى البشر، بل تكفَّل هو سبحانه بحفظه، فقال عز وجل: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر:
9].
فالله
تعهَّد بحفظ القرآن من الزيادة والنقصان، فأصبح القرآن محفوظًا بحفظ الله، كما
أُنْزِل على محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أن يُرفع في آخر الزمان. وهو كما أنزله
الله غضًّا طريًّا، لم يُحرَّف ولم يُدخل عليه زيادة أو نقصان.
أما التوراة والإنجيل والكتب السابقة؛ فإن الله وَكَّل حفظها إلى الأحبار - وهم العلماء من بني إسرائيل - لكنهم لم يحفظوها،